بحث
التزكية: ما هو وكيف يمكن أن تساعد في صحتنا النفسية في العمل؟

تزكية النفس عملية مستمرة تساعدك على تحقيق صحة نفسية وعقلية وجسدية. وهي مدعومة بأساليب علميًة مستدامة باستخدام التكنولوجيا المؤنسنة - وهي تكنولوجيا مصممة لتكون أفضل للبشر وأكثر تفاعلًا معهم. إنها تعني في جوهرها تعزيز الصحة من الداخل، بمساعدة بسيطة من أدوات الذكاء الاصطناعي.
نتلقى يوميًا كمًا هائلًا من البيانات والمعلومات التي تتطلب تصفية ومعالجة وحذفًا. هذا قد يُغرقنا في جميع أنواع التشتيت إذا لم نكن مرتاحين داخليًا. لذا، فإن التخلص من جوانب معينة من داخلنا - كمعتقداتنا المقيدة وأفكارنا ومشاعرنا وتحيزاتنا ووجهات نظرنا، بالإضافة إلى الجوانب التي نمتصها من بيئتنا أو ما يعرف بالسلوك الأساسي.حيث نميل إلى وصم هذا السلوك وتصنيفه على أنه ترف للأشخاص الفاعلين والمتأملين في حياتهم، ولكنه في الواقع سمة أساسية للأداء الأمثل في الحياة والعمل.
بدلاً من الاستهانة بهذه العملية، التي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى الإرهاق، أنصح بملء أرواحنا وعقولنا بمعتقدات داعمة وأفكار مستنيرة ومشاعر إيجابية. بعد هاتين الخطوتين، يمكننا استغلال كامل إمكاناتنا ونكون في وضع أفضل لمواجهة أي جانب من جوانب حياتنا الشخصية والمهنية.
كيف يمكننا أن نبدأ هذه الرحلة؟
أجرينا بحثًا مكثفًا حول الجوانب النفسية والتكنولوجية للعافية، ونتيجةً لذلك، وضعنا إطارًا يتضمن ست مراحل، تهدف كل منها إلى مساعدة الأفراد على تحقيق التزكية. وهي:
- التبصر بالنفس. يتطلب هذا فهمًا عميقًا ويقظةً مستمرةً داخل أنفسنا، تشمل معتقداتنا وأفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا ودورنا في كلٍّ منها. مثل: من أنا؟ ما الذي يُعجبني وما لا يُعجبني؟ هل أنا مُتحكّمٌ بحياتي؟
- المرونة العاطفية. يتضمن هذا المفهوم إدراك المشاعر والاعتراف بها، والانفصال عنها، والتواصل مع أسبابها، والمضي قدمًا بإجراء تغييرات وإضافة لمسات بسيطة إلى حياتنا اليومية، مثل القيام بأفعال تُهدئ النفس مثل تدوين المذكرات. كل هذا يُعزز قوة عضلة المرونة العاطفية.
- العقلية الحكيمة. ننظر إلى العالم من خلال منظورين: منظور عاطفي وآخر عقلاني. كلاهما صحيح ومفيد. ومع ذلك، فإن الجمع بينهما لا يُقدّر بثمن، حيث يُسهم ذلك بتسخّير الحكمة البشرية بفاعلية. العامل الرئيسي الذي يمنعنا من تبني العقلية الحكيمة في حياتنا اليومية هو التحيزات العقلية . تدعم هذه (التحيزات) وهي برامج مخزنة بعقلنا تساهم برؤيتنا للعالم لتوفير الطاقة المستهلكة أثناء اتخاذ القرارات وبناء المعتقدات، إلا أن هذا قد يُسبب تصورات جامدة للمواقف والأحداث والعلاقات من حولنا، إذ نُثبّت رؤيتنا وفقًا لأسسنا.
- ذكاء القلب. المرحلة الأخيرة من رحلتنا الداخلية هي " ذكاء القلب "، حالة من التناغم والتوازن بين القلب والعقل والتي تعزز علاقتنا بالآخرين. وعادة ما يشار له بالبصيرة أو الفراسة بالمجتمعات العربية والمسلمة. إن التواجد في هذه الحالة يُعزز العلاقة الروحية مع الله والسلام الداخلي والسكينة.
- المميزات. من هذه النقطة فصاعدًا، نبدأ الرحلة الخارجية حيث ننمي ما يجعلنا متفردين من حيث ما هي مميزاتنا الأساسية؛ بناء على النظرية التي صممتها لورا هونغ والمكون من نموذج الإثراء، البهجة، التوجيه، بذل الجهد. ضمن هذه النظرية، قمنا بتطوير بنود عمل لجعل الجهد يُؤتي ثماره بناءً على رؤى الخبراء وأطر العمل؛ بدءً من تطوير عادات إيجابية ، إطلاق العنان للإبداع ترقية الفرق بناء ثقافة ملهمة ، و تقييم أساليب القيادة ، وغيرها الكثير بناء على حاجة الشخص أو المؤسسة.
- مسار حياتك. المرحلة الأخيرة هي ربط النتائج السابقة ببعضها البعض لنكوّن رؤية شاملة لذاتنا سابقا وحاضرا ومستقبلا. مع الأخذ في عين الاعتبار أن جميع المسارات صحيحة ما دامت تخدم حياتنا، المهم أن نسلكها بسهولة ويسر ومرونة.
يتطلب قياس تأثير هذه الرحلة مرونةً في التعامل مع حياتنا والمقاييس الموضوعة لها، إذ تتطور مع تطور حياتنا وحاجاتنا وطموحاتنا البشر، وهي تتنوع باختلاف استعدادنا. إن اتباع أربع خطوات من التبصر بالنفس، تليها خطوتان تُبرزان مميزاتنا. رحلة التزكية هي التي نحث الجميع على خوضها لأنها الأهم لتعزيز عافيتنا.
عبير البشيتي هو مؤسس شركة لاريمار. الشركة الام لتزكية.
يمكنك معرفة المزيد عن عمل المؤسس من خلال الرابط .
ملاحظة: تم نشر هذه المقالة على مجلة إدارة الأفراد في 19 أكتوبر 2023.